في عمر التسعين ما زال حبهما يرشح عشقاً!

.

«عصفورا حب» فرغم تخطيهما التسعين من العمر، ما زال العشق لغة التواصل بين محمد نصر وزينب عطوي.

في زمن الحب الافتراضي، ما زال حب زينب ومحمد حديث بلدة حاروف، فقصتهما شبيهة بقصة «قيس وعبلة» وربما أكثر.

في زمن كثر فيه الطلاق والفراق، تحافظ زينب ومحمد على رباطة حبهما، لا يقوى على فراقها لحظة، يلازمها في يومياته الطويلة، لا يناديها ألا بكلمة «تقبريني».

في منزلهما في بلدة حاروف الجنوبية تتعرف على قصة حب فريدة من نوعها، لم تقو كل الظروف على إخمادها، فحبهما ولد من رحم المعاناة والقسوة.
يجلس قرب زينب، يغازلها كما لو كانا في عمر الطيشنة، ابتسامتهما لا تفارقهما، يتسامران معاً ويتذكران أيام الحب الأولى.
نادرة هي العلاقات التي تجاوزت التسعين وبقيت على قيد الحب، «ومن قال إن العشق يموت على باب التسعين بل يزهر أكثر»، لا يخفي حبه لها ولا خوفه عليها، «هي روحي، لا أستطيع أن أجلس ثانية بدونها».

لا يخفي محمد تعلقه بزينب «بجنون» فهو الذي أحبها من «أول نظرة» وعاهدها أن يمضيا العمر معا.

لم يخلف محمد بوعده، ولم تخذله زينب، فعشقهما حديث الساعة، نادرة هي علاقات الحب التي نجحت رغم كل التحديات وأثمر حبهما عن ١١ ولدا، يحيطانهم بكل الحب.

رحلة حبهما الحلوة
في سني شبابه كان محمد يعمل في جامعة aub في بيروت كان يجتاز المسافة من بيروت إلى حاروف سيراً على الأقدام ليرى حبيبة قلبه زينب، حيث كانت تنتظره زينب، يتبادلان أطراف الحديث تضحك زينب وتقول «كان يغار كثيرا وكنت أحب هذه الغيرة».
«عالحلوة والمرة» امضيا هذه السنين، رسما خريطة واضحة لعلاقتهما قائمة على الاحترام، التفاهم والثقة.. يمارسان الحياة معا وكأنها في عز الشباب، لا تفارق ثغره الابتسامة، ينتظرها عند باب المنزل فيما لو خرجت قليلا «لا أقوى على فراقها في روحي التي أتنفس بها» .

بالمقابل تكنّ زينب كل العشق لمحمد فهي ابنة الضيعة التي أحبت ابن المدينة،«كان شيخ الشباب» تقول.

يطبع محمد قبلة على وجهها فهو لم ينقطع يوما عن ذلك، يستغرب الأبناء هذه العلاقة، «فهي نادرة» ما جمعها هو الثقة والحب الصادق.

كانت رفيقة دربي «ترافقني سيراً على الأقدام إلى عنقون لمتابعة مباراة التنس وجلنا معنا في تركيا ومصر»، وحتى اليوم ما زالا يسيران معا في دروب حاروف القديمة تقول زينب إن «ما جمعنا كبير جدا»، يقاطعها محمد قائلا «حبنا صادق وليس كحب هذه الأيام ينتهي عند أول مشكل».

لا حدود للحب هنا، تتذكر زينب كيف عاد ذات مرة بسرعة من آخر البلدة فقط لأنه نسي أن يقول لي «باي».
يضحك أبو أحمد وهو يتحدث عن روحه كما يحلو له تسميتها، يلحق بها أينما كانت «البيت من دونها فارغ»!