الحزب الاشتراكي ودوره المأمول في انتخاب الرئيس

أمين السر العام ظافر ناصر: للحوار حول الأسماء الثلاثة وربما غيرها!

.

عند كل استحقاق سياسي أو اجتماعي ينتظر الجميع موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. جنبلاط المخضرم والذي يملك «رادارات» قد لا يملكها سواه من السياسيين اللبنانيين، عنده علاقات عامة هائلة محلية وعربية ودولية تخوله: الاطلاع ودراسة الأوضاع ثم اتخاذ القرارات المناسبة التي ربما تؤثر على غيره من الأطراف.

في هذه الأيام، يقول جنبلاط إنه «ينقب» عن الرئيس المقبل للبنان. عدد نواب حزبه في مجلس النواب اللبناني ثمانية وهو عدد كاف ومهم يحتاجه أي مرشح كي تميل دفة الفوز له، خصوصاً وأن المجلس النيابي الحالي فيه توازنات دقيقة، وليس من قوة سياسية واحدة «طابشة» عددياً تستطيع لوحدها اختيار الرئيس العتيد.

كان وليد بك أطلق مبادرة وطرح ثلاثة أسماء يرشحها للرئاسة خلال اجتماعه مع وفد من حزب الله في كليمنصو. وتقضي بأن يذهب البرلمان إلى انتخاب واحد من ثلاثة : قائد الجيش جوزاف عون أو صلاح حنين أو زياد بارود. وقد رأى جنبلاط حينها (أواخر كانون الثاني الماضي) أنه «يبدو أن لا حظوظ للمرشح ميشال معوض». بالأمس أعلن الرئيس بري في الصحف أن مرشحه ومرشح الثنائي هو سليمان فرنجية، فهل ألغى هذا الكلام مبادرة جنبلاط الوسطية. يقول ظافر ناصر، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي لجريدة «السهم»: «لا زلنا عند موقفنا ومقاربتنا بأن طريق الحل يبدأ بالحوار بين القوى السياسية بهدف التفاهم على مرشح للرئاسة، وحتى الآن للأسف الأمور تراوح مكانها والأفق مقفل رئاسياً، فأي طرف غير قادر على إيصال مرشحه».

وأسأل ناصر: وليد بك كان اقترح ثلاثة أسماء. هل ما زلتم كحزب مع وصول أحدهم؟ يقول: «بالنسبة للمرشحين، نعم لا زلنا عند الطرح الذي أعلنه الرئيس وليد جنبلاط لجهة الأسماء الثلاثة ونكرر الدعوة للجميع، للحوار حولها أو حول أسماء أخرى يمكن أن تشكل تقاطعاً بين مختلف القوى السياسية والكتل النيابية».

في السياسة هل يؤيد الحزب التقدمي الاشتراكي دعوة الرئيس بري للحوار قبل الذهاب لجلسة الانتخاب العتيدة؟ وهل يمكن إنجاز «تسوية شاملة» قبل الجلسة؟ «نحن دائماً مع الحوار وقد أيدنا دعوة الرئيس نبيه بري سابقاً للحوار ونؤيد الآن أي دعوة للحوار لأنه باعتقادنا السبيل الوحيد لمعالجة أي مشكلة أو مقاربة أي استحقاق».

الحزب التقدمي ووليد جنبلاط لم يقطعا يوماً علاقاتهما بالخليج العربي وتحديداً المملكة العربية السعودية. هل من أجواء لدى أمين سر الاشتراكي عن «المرشح» الذي تفضله المملكة للرئاسة؟ «العلاقة مع المملكة قائمة كما كانت دائماً. ونقدر دورها تجاه لبنان الذي كان على الدوام بنّاءً ولمصلحة كل لبنان. أما بالنسبة لموقفها من الوضع في هذه المرحلة فالمملكة هي التي تتحدث عنه، ولكن نحن معنيون كدولة بأن نضع نصب أعيننا إعادة صياغة علاقة لبنان بالمملكة وبالخليج والعالم على أسس سليمة تعيد صلة لبنان بالخارج وتنهي الحالة التي نحن فيها لأن لبنان لا يستطيع العيش بدون الدول العربية».

وهل يتخوف الحزب الاشتراكي من تحول الأمور الشائكة جداً في لبنان اليوم إلى انفلات أمني لا سمح الله يمكن بعده أن ينتخب رئيس «على الحامي» ؟ «تفاقم الوضع المعيشي لا شك يؤدي الى توترات عادة، ولكن إن شاء الله بجهود الجيش والقوى الأمنية الأخرى تبقى الأمور تحت السيطرة».

أسأل أمين سر الحزب التقدمي : بعد مبادرة وليد بك بالاجتماع إلى حزب الله ، هل استطاع أن يقنع الحزب «بمرشح» وسطي يمكن أن يكون انتخابه بداية الحل في لبنان؟ يقول: «موقف حزب الله واضح لجهة تأييد سليمان فرنجية ولا يبدو أن هناك أي تبدل بهذا الموقف».

التعقيد في السياسة انعكس أيضاً على جلسات اللجان النيابية المشتركة ناهيك عن جلسات الحكومة وجلسات التشريع. هل من دور يقوم به الحزب التقدمي لتقريب وجهات النظر؟
«نحن نرفض فكرة التعطيل من الأساس، ونشدد على عمل المؤسسات ضمن القواعد الدستورية، ونذكّر من كان يرفض التعطيل سابقاً بأنه لا يجوز اعتماد الأسلوب نفسه، بل المطلوب أن نذهب الى المؤسسات لإدارة مختلف الملفات سواء حكومياً أو نيابياً».

أسأل ظافر ناصر عن الوصف الذي يُطلق على وليد جنبلاط في السياسة اللبنانية بأنه «بيضة القبان» فيجيب: «لسنا مع هذا الوصف أبداً، والمطلوب اليوم حلول أكثر من توصيفات من هنا وهناك. والحلول تتطلب إرادة سياسية واقعية لدى الجميع، وخروج مختلف الأطراف من جبهاتهم إلى المنطقة الوسط التي ندعو اليها».