خاص «السهم» – بيرلا شلهوب شابة كسرت كل القيود.. المرأة قادرة

.

من النادر أن تجد فتاة تحمل «مفك براغي» و«مفاتيح جنط» وتقوم بإصلاح عطل موتير سيارة. عادة ما ارتبطت هذه المهنة بالشباب، ألا أنَّ بيرلا شلهوب كسرت القاعدة، وقررت أن تكون «ميكانيكية».
هي المرأة الوحيدة التي تعمل في مهنة الميكانيكي في جنوب لبنان، فرضت نفسها وبقوة عليها ونجحت بل تميزت بعملها.
تتقن فن البرمجة وهو جزء لا يتجزأ من إصلاح أعطال السيارات الحديثة وباتت مقصدا لهذه الغاية.
«شطارة الميكانيكي تبدأ من فك يشفره العطل» هذا ما تقوله الشابة التي لم تبال يوما بالانتقادات التي طالتها على العكس قفزت فوقها وتمرست حتى باتت أشطر ميكانية بنظر كل من قصدها.
في بلدة صربا الجنوبية، وفي زمن الصوم المبارك، تعيش البلدة حالة فراغ، معظم أبناءها أما في بيروت أو الاغتراب، تعج البلدة صيفا، أما في الشتاء بالكاد تجد حركة على طرقاتها.
تسلك طريقا متعرجا باتجاه الوادي، حيث يقع محل ميكانيك شهلوب، بابتسامة تستقبلك شابة في مقتبل العمر، ترتدي بزة العمل، تنشغل في فكفكة عقد المحرك، تمسك بمفك وبنسة، تبحث عن العطل عبر أجهزة السكانر التي تملكها، قبل أن تشرع في إصلاحه.
بداية لم يثق بها الزبائن، «كيف لبنت أن تعمل، غير أن نجاحي في إيجاد الأعطال وإصلاحها غير نظرتهم».
تخصصت في السيارات الحديثة «مرسيدس، bmw» وحازت على شهرة في عملها.
لا تنفك تتحدث عن الصعوبات التي واجهتها، «غير أنني ذللتها بإرادتي وقناعتي أنني قادرة».
وجدت بيرلا في مهنتها فرصة عمل مميزة، في وقت ما زال زملاء صفها دون عمل، الطالبة التي تتخصص في هندسة الميكانيكي، بات العمل برأيها أهم «لأنه إنتاجي ويعلمك أكثر من الجامعة».
يخترق الغش هذا العالم على أوسع نطاق وهو أمر يزعجها، وفق قولها «تجار القطع بييتون القطعة على أنها ألمانية وهي في الأصل صينية»، وأكثر تقول «يسود السوق قطع مغشوشة تضر في السيارات».
بين ازدحام السيارات وأعطالها تمضي نهارها، تعلمت المهنة على يد والدها عادةً ما كان يستعين بها في برمجة السيارات الحديثة، قبل أن تأخذ الخيار وتنزل إلى الكاراج، ارتدت بزة العمل وراحت تعمل معه.
تفوقت الشابة الصغيرة على والدها وتحديدا في مجال البرمجة، غير أنها تقول يبقى والذي الأفضل.
كسرت بيرلا كل القواعد وأكدت بيرلا «أن للمرأة حساباتها في المهن الحرة»، بل «مبدعة وشاطرة».
تقسم يومياتها بين العمل والدراسة، تحاول أن تكون قدوة لرفاقها في اختراق حاجز البطالة. معظم شباب اليوم عاطل عن العمل أو يعمل بمليوني ليرة وهي لا تكفي. تنصح كل الشباب أن يغامروا في أي مهنة، لأن الظروف تقتدي ذلك، برأيها العمل في أي مهنة أفضل من انتظار فرصة باختصاص الجامعة ولن يأتي.
مما لا شك فيه أنَّ صعوبات عديدة واجهتها، غير أنها تغلبت عليها، أبرزها رفض الزبون أن تصلح له العطل، الاانها نجحت في كسر الحواجز وباتت مقصدا لكثر لصيانة سياراتهم.
تعمل العائلة كلها في المهنة فالوالدة تملك محلا لقطع السيارات، تعمل به حاليا بديلا عن مهنة التدريس، أما باقي أخواتها فيعاونون والدهم في المهنة في تأكيد على أن تشجيع الأهل دفع ببريلا لمواجهة نظرة المجتمع.