ابراهيم من فلسطين: ندعو الى العودة الى نقاط القوة في عالمنا العربي

لبنان وطن جريح.. قدم الكثير ومن دون منة

.

كرمت سفارة دولة فلسطين، في احتفال أقيم في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمقر السفارة، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم تقديرا لدوره ودعمه العمل الفلسطيني في لبنان وتعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية وشعبها في كل المجالات.

ثم تحدث اللواء ابراهيم، فقال: رفاق الدرب حيث الدروب كلها من غير قيمة إن لم تكن فلسطين وجهتها. فلسطين التي لن يموت سحرها ولن تخبو نارها. فلسطين، ساكنة القلوب والحناجر، تلك الفلسطين التي لن يستطيعوا خنق روحها أو مصادرة حريتها والقرار، مهما علت أسوار الفتنة. ستبقى هذه الفلسطين بوصلة وحدتنا، وقبلة وجودنا وعزنا وكرامتنا. ستبقى فلسطين عنوانا للحرية والنضال لأجل الكرامة، ستبقى فلسطين التي على حبها تفتحت العيون، وعلى الوفاء لها سنبقى شاخصين، وما يجري على الارض هناك هو شعلة الامل الباقية في عالمنا هذا، ولن يستقيم ميزان عدالة في العالم من دون العدالة لها ولشعبها.

أضاف: إننا في حضرتكم، حضرة فلسطين وضيافتها، ندعو بكل قوة وبقوة الرجاء والعمل، ندعو الى العودة الى نقاط القوة في عالمنا العربي، والطريق الاسلم والاقصر الى ذلك هو الالتفاف حول فلسطين وقضيتها. فيوم كانت هي قضيتنا، كان لنا وجود، ويوم حولت الى قضية فلسطينية- اسرائيلية عصفت بنا كل الرياح والعواصف حتى كادت تقتلع الجذور ووصل بنا الحال الى أن اصبحنا فصائل وتحالف تيارات وحركات ومنظمات وكلها مستفردة، واصبحت دولنا شعارها وطني اولا وليس أمتي.

وتابع: أما لبنان، هذا الوطن الجريح المعذب الذي قدم الكثير الكثير، ومن دون منة، لبنان الذي اعطى كل شيء، حتى كاد يفقد وجوده، في لبنان لا مناص لنا للخروج مما نتخبط فيه إلا بوحدتنا وهي المعجزة الوحيدة المتاحة، القادرة على اجتراح الحلول لكل الازمات مهما تنوعت، فبالوحدة ننتخب رئيسا، وبالوحدة نخرج من نفق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وبوحدة الرؤى نصنع وطنا عصيا على الازمات والمحن. والمدخل الى هذه الوحدة هو أن نكون مواطنين في وطن يجمعنا تحت مظلة الولاء للدولة، محافظين على تعدديتنا في اطار الوحدة، متمسكين بهوية هي رسالة للعالم أجمع حول القدرة على اجتراح حوار الاديان والحضارات في زمن صدامها. لا تسمحوا باغتيال لبنان النموذج.

وختم ابراهيم: إن المقام يختلف اليوم عنه بالامس في حضرة فلسطين، الأمل يكبر ربطا بما يجري على أرضنا المقدسة هناك، فكل تركيبة هجينة لا قدرة لها على الاستمرار وهذه طبيعة الاشياء. من القلب اشكر دعوتكم هذه لي ومجرد تفكيركم بها هو تكريم لا يفوقه تقدير. شكرا لحضوركم، وعشتم وعاشت فلسطين حرة أبية، وإنكم لعائدون، ولن نقول طال الزمان أم قصر، فالعودة تقترب، وعلينا فقط، وبنية صافية أن نشد الرحال اليها وهي آخر عناويننا كما كانت أولها منذ البداية. عاشت الامة العربية عشتم وعاش لبنان عاشت فلسطين.