في حوار مع رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، الخبير في الشؤون الاستراتيجية تحدثنا في حوار خاص بصحيفة «السهم» حول الجبهات السورية واللبنانية المفتوحة مع إسرائيل فقال: «مع الحدود السورية توقعنا أن يستمر العدوان الإسرائيلي على سوريا لانه ليس هناك من رادع له أبداً من ناحية القصف المستمر على سوريا إنما ما حصل في اليومين الأخيرين كان رد سوري يحدث للمرة الأولى وهذا الرد برأيي يعتبر خرقاً لكنه لن يردع إسرائيل لانه صحيح ان للرد تاثيرا ويعتبر خرقاً في الوضع الجامد أو الستاتيكو ويعتبر حدثا جديداً.. ولكن هل هذا الرد يستطيع أن يردع إسرائيل: الجواب لا.. إسرائيل تتابع على كل الجبهات إنما لا تجرؤ على الجبهة اللبنانية!
ونسأل: لم يحدث أن صوب هذا الكم من الصواريخ باتجاه إسرائيل عبر الجبهة اللبنانية منذ حرب 2006.. كيف تقرأ ما حدث وكيف تربطه بالاتفاق السعودي الايراني.. ألم يكن يفترض بالاتفاق أن يفرض هدوءاً ما؟
صحيح أنه لم يحدث بهذا العدد إنما حدث دائما ومن نفس المكان أن صواريخاً كانت تطلق وآخرها سبع صواريخ أصابت حقولا في شمال إسرائيل ومنها ما سقط في البحر. الموضوع لا أهمية عسكرية محض له، لكن أهميته هي عبارة عن رسالة قوية : كيف تسللوا مع 35 صاروخا مع الراجمات أطلقت جميعها خلال نصف ساعة، فقط كما أن هناك خطأ حصل في الإعلام، حين تحدثوا عن تبادل صواريخ، لم يحدث اطلاقاً أي تبادل للصواريخ، إسرائيل ردّت في وقت لاحق بعد ربع ساعة أو ثلث ساعة. اللافت أن إسرائيل لم ترد بصواريخ جو أرض إنما ردت بالمدفعية وهذه كما قلت رسالة من الفلسطينيين المرجح أنهم من مخيم الرشيدية، وهذه الصواريخ من نوع كاتيوشا أو غراد معظمها من مخلفات الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. هذا من الناحية العسكرية وأكثر من ذلك وجد الجيش صواريخ في سهل مرجعيون كانت جاهزة ربما للإطلاق لكن إسرائيل جعلت الخطر يبدو أكبر وهذا من مصلحتها.. اسمحي لي أن أقول «الجنازة حامية والميت كلب». حصل هلع واستنفار من الجانب الاسرائيلي برأيي عسكريا لا يحتمل الموضوع كل ما حدث، بينما الجانب اللبناني لاحظنا منذ وقت إطلاق الصواريخ أن الوضع كان طبيعياً على الحدود لأنهم يعرفون أن الرد الإسرائيلي سيكون محدوداً لم يكن هناك أي خوف حتى إن إسرائيل جمعت الكابينيت وخرجت بنتيجة أن الجانب الفلسطيني مسؤول وطلبت إسرائيل من اليونيفيل إبلاغ حزب الله انه غير معني وأن يبقى على الحياد.. استفادت إسرائيل من الخطر كي تلملم الجبهة الداخلية في وجه المظاهرات والاعتراضات..
لكن هل يمكن أن يحدث نقل وإطلاق لخمس وثلاثين صاروخا على الحدود الجنوبية دون معرفة من حزب الله.. يجيب العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، الخبير في الشؤون الاستراتيجية: ربما عرف الحزب.. المرجح أنه علم بالأمر لكن هل يعترضهم؟ يسألون لماذا حزب الله لم يعترضهم؟ حسب القرار 1701 ليس من المفترض أن يكون حزب الله موجوداً بشكل مسلح وظاهر في منطقة جنوب الليطاني وحزب الله حريص حتى أمام القوات الدولية أن يلتزم بالقرار. هو موجود بكثافة في كل البلدات لكنه يعرف حين يكون هناك حرب أو تهديد بالحرب ماذا يفعل وأين ينتظم بحمل السلاح. حزب الله ما كان ليعترض تلك الصواريخ، يواجه أو يشتبك مع الفلسطينيين.. حزب الله سعيد بما حدث فحتى إسرائيل برّأته. وفيما خص الاتفاق السعودي الايراني لا بد أنه يزعج إسرائيل وكذلك أميركا لكن لا علاقة له كاتفاق فلا السعودية أوعزت الفلسطينيين بأن يقوموا بهذا الأمر ولا حزب الله قالت له إيران أن يعترض الصواريخ أو يتركها. لا موقف رسمي أو تعليق من السعودية أو إيران حتى.. وإيران طبعاً علمت بالقصة، لكن لا بد أنها أوعزت للحزب بعدم التدخل.