يتحدث مطلعون على مستجدات الحوار السعودي الإيراني بكثير من التفاؤل عن الدول المرتبطة بالخلاف «السابق» بين البلدين المسلمين. في اليمن تحديداً، يقولون إن آخر دفعة من الأسرى تم تبادلها بين طرفي النزاع وإن اليمن ذاهب نحو التهدئة وصولاً إلى «الاتفاق الكبير» المرتقب بوقف إطلاق النار ثم إنهاء الحرب. الانطلاقة من اليمن تتزامن مع الدفع باتجاه استيعاب سوريا عبر دعوتها – ربما خلال الأسابيع المقبلة – إلى حضور القمة العربية المقررة في الرياض في منتصف أيار المقبل. وقرأ هؤلاء المتفائلون الجلسة التشاورية لمجلس وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن بضيافة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في جدة، إشارات لذلك عبر الحديث عن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها العربي. وهذا سيؤدي برأيهم إلى زيارة مرتقبة للأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية.
كيف سينعكس الأمر على لبنان؟ يقول مطلعون إن بوابة الحل في لبنان بلا شك اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية. وما هذا الكباش الهائل على الساحة اللبنانية إلا نتيجة منطقية لخلافات الدول والإقليم التي ترتبط «بصداقات» مع غالبية القوى السياسية في لبنان.
يقول المؤيدون لانتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية إنه «قاب قوسين» من أن يصبح الرئيس. ويعتبرون أنه وحده القادر على بلورة الاتفاق السعودي الإيراني والسعودي السوري – فور اكتماله، في لبنان. كما يرون أنه يستطيع أن يتحدث مع حزب الله والنظام السوري ومع إيران بخصوص لبنان ويأخذ منهم ما لا يستطيع أحد أن يفعله. في المقابل يرى معارضو انتخاب فرنجية أن الوضع الآن يحتاج إلى رئيس «أمني» مثل قائد الجيش جوزاف عون يستطيع أن يضبط البلد من الداخل في ظل وجود سوري «مليوني» وعند الحدود جنوباً وشرقاً وشمالاً. أما المتحمسون للإصلاحات الاقتصادية والمالية، فيتحدثون عن رئيس مثل جهاد أزعور للحوار مع صندوق النقد والبنك الدولي والقوى والدول العربية والأجنبية الداعمة للبنان.
في هذا المجال، تقول النائب السيدة نجاة عون صليبا لـ «السهم» إن زملاءها النواب «ينتظرون للأسف كلمة السر من الخارج لانتخاب رئيس» وترى أن الناس صدقوا النواب الذين انتخبوهم ولكن هؤلاء مهتمون إما بتلميع أسمائهم أو بصورتهم أو بمصالحهم و«آخر همهم ماذا يحصل مع اللبنانيين سواء هاجروا أم هجروا أم غير ذلك من نكبات». وتعطي مثلاً أن ٣٥٠ ألف تلميذ لبناني هم بلا دراسة ومعظم الناس لا يستطيعون توفير الطبابة والدواء ومجلس النواب غائب عن قضايا الناس.
تعتبر الدكتورة صليبا أن مشكلتنا ليس في اسم الرئيس وإنما في بناء الدولة. بداية الحل في انتخاب الرئيس ثم في بناء البلد. هل لديها اسم محدد للرئاسة؟ هي تؤيد أي شخص لكنها لا تريد أن يكون تابعاً لا لطرف غربي ولا لطرف شرقي. هي مع أي اسم لا يقسّم البلد لأن لبنان يكفيه انقسامات. «فلتلعب الديموقراطية دورها ويأتي النواب لينتخبوا من يرونه مناسباً» . هل ستنتخب هي سليمان فرنجية؟ تجيب : لا.
«هو يخفي ٣ أشخاص عن العدالة أحدهم يوسف فنيانوس. كما أنه لم يعلن ترشحه بعد ولم يقدم مشروعه» . تضيف: «يعلن فرنجية أنه يريد أن يحمي حزب الله. كيف نحمي حزب الله وهو بالأصل يعلن دائماً أنه «يحمي لبنان» . «صار الحامي بدو مين يحميه؟» تقول صليبا.
في جلسة الغد الثلاثاء ١٨ نيسان يجتمع مجلس النواب لإقرار مشاريع قوانين من خمس نقاط على جدول الأعمال. أول نقطة تتعلق باقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية (المقدم النائبين جهاد الصمد وسجيع عطية) والثانية أيضاً مشروع قانون مشابه مقدم من نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب. أما النقاط الثلاث الأخرى على جدول الأعمال فتتعلق بتعديلات في قانون الشراء العام.
كل هذه المواضيع تعتبرها النائب صليبا «ليست ضرورية الآن» فموضوع الانتخابات البلدية هي من اختصاص الحكومة لا مجلس النواب. وقانون الشراء العام لا ترى ضرورة في تعديله الآن. تختم لـ «السهم»: «على النواب أن يطبقوا الدستور بانتخاب الرئيس». هي معتكفة في المجلس مع زميلها النائب ملحم خلف منذ أكثر من ٨٨ يوماً بغاية الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. تقول للزملاء النواب: «هناك دستور، حاجي بقا تشرشحوه»!