نصرالله في عيد المقاومة والتحرير: من يفترض ان المعركة مع الاحتلال قد انتهت فهو مشتبه

العدو يوميًا يحاول الاعتداء على ارضنا

.

بارك الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للبنانيين في ذكرى عيد المقاومة والتحرير وقال: «ابارك لكم جميعًا هذه الذكرى الجميلة والعزيزة على قلوبنا جميعاً عيد المقاومة والتحرير».

وأضاف في كلمته للمناسبة: «الشكر دائمًا وابدا لله اولاً ولكل الذين صنعوا وساهموا في تحقيق هذا النصر ثانيًا، الشكر للناس الذين صمدوا في الشريط الحدودي ولكل الناس الذين حضنوا هذه المقاومة وقدموا فلاذات اكبادهم، الشكر لكل من ساهم في النصر من مضحّين وفي مقدمهم الشهداء والجرحى والأسرى المحررون والمجاهدون وعائلاتهم جميعا، الشكر للدولتين اللتين دعمتا المقاومة أعني الجمهورية الايرانية الاسلامية والجمهورية العربية السورية، والشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية وللفصائل الفلسطينية ولكل الرؤساء والقوى السياسية وكل من دعم مقاومتنا».

وتابع نصرالله: «من يفترض ان المعركة مع الاحتلال قد انتهت فهو مشتبه لان العدو يوميًا يحاول الاعتداء على ارضنا، وهذا الانتصار لم يأتي بالمجان انما جاء حصيلة سنوات طويلة من الصّبر والتّحمل والتّهجير والاثمان التي قدمت في هذا السبيل كانت كبيرة وعظيمة. ومن الضروري إحياء مناسبة 25 ايار لأنها تجربة عظيمة يجب تعريف أجيالنا عليها».

وقال: «هناك من يسعى إلى التفريط بالانتصار الذي تحقق وعلينا منع ذلك، وما يحصل داخل الكيان له تأثير مباشر على امن وسلامة لبنان، وصراعنا يمتد بين 17 أيار الذي يعني الخيارات الخاطئة و15 أيار أي يوم النكبة إلى 25 أيار تاريخ الخيارات الصحيحة»، مشيرا الى ان «اليوم لا «اسرائيل كبرى» من النيل الى الفرات ولا «اسرائيل عظمى» هذه انتهت بـ 2006 مع لبنان و 2008 مع غزة، و «إسرائيل» باتت اليوم تختبئ خلف الجدران والنيران وباتت تعجز عن فرض شروطها في أي مفاوضات مع الشعب الفلسطيني وليس من مصلحة «إسرائيل» عالم متعدد الأقطاب بل من مصلحتها بعالم أحادي تتزعمه اميركا».

وأضاف نصرالله: «سقطت رهانات ما يسمى «الربيع العربي» للوصول إلى تسويات مذلة مع اسرائيل وايضًا سقطت معها صفقة القرن، ولم تعد هناك هيمنة أميركية على العالم وباتت الأمور تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب وهو ما يقلق «إسرائيل»، لافتًا الى انه «من جملة اهداف الحرب الكونية على سوريا كان اخراجها من محور المقاومة».

وأردف قائلا: «الإنقسام الداخلي الذي تشهده إسرائيل اليوم يقابله تماسك وثبات في محور المقاومة، وتوجّه لـ«الاسرائيلي»: «ان الحرب الكبرى هي ليست مع الفلسطينيين فقط انما مع مئات الآلاف من المقاتلين».

ورداً على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: «لستم أنتم من تهددون بالحرب الكبرى وإنما نحن الذين نهددكم بها».

وتابع: «مواقف الرئيس الإيراني خلال زيارته لسوريا بعد 12 سنة من الحرب الكونية عليها تؤكد تماسك محور المقاومة، وجبهة العدو الداخلية ضعيفة وواهنة تعاني من قلق وجودي مقابل جبهة المقاومة مملوئة بالثقة وروح الامل أكثر من اي وقت مضى بتحرير فلسطين والصلاة في مسجد الاقصى، وأي حربٍ كبرى ستشمل كل الحدود وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين، ولدينا تفوق هائل في البعد البشري».

وأضاف نصرالله: «من جملة التطورات فشل العدو الاسرائيلي والى جانبه الاميركي في ايجاد تحول في ثقافة شعوب هذه المنطقة خاصة في موضوع التطبيع مع العدو، ومن التحولات أيضاً فقدان القيادات المؤثرة في كيان العدو في مقابل الثقة العارمة بمحور المقاومة وقادته، ومن التحولات أيضاً تطور القدرات المادية والعسكرية في قوى المقاومة كمًا ونوعًا وهي في تطور دائم ومثال على ذلك ما نمتلكه في لبنان، والجبهة الداخلية الإسرائيلية ضعيفة ووهنة والإسرائيليون مستعدون للهروب ويسعون إليه وهذا من التحولات المهمة».

وأشار الى ان «الاميركي والاسرائيلي يقارب معاركه بطريقة خاطئة عندما يصنف حركة او حزب في محور المقاومة بأنه تابع او مرتزقة، والتحول الاخر الذي يعيشه الكيان الصهيوني الان هو في مسألة الردع، ومعركة غزة جاءت لترميم مسألة الردع لكن ما حصل هو ان اسرائيل فشلت في هذه المهمة بل على العكس اصبحت اكثرًا خوفًا، وتنامي قوة الردع لدى المقاومة في مقابل تأكل قوة الردع الإسرائيلية هو ما أظهرته عملية «ثأر الاحرار» في غزة».

وعن مناورة «حزب الله» الاخيرة قال: «جاءت لتأكد على جهوزيها وهذا اثر سلبًا على السياحة والمستوطنين في شمال فلسطين، والإسرائيليون تراجعوا كذلك عن تهديداتهم بسبب تراجع السياحة وانهيار عملة الشيكل لديهم مقابل الدولار». وتوجّه لـ«قادة الكيان» قائلا: «عليكم ان لا تخطئوا التقدير وأي خطأ ممكن ان يؤدي الى حرب كبرى في المنطقة وهذه الحرب ستؤدي بكم الى الهاوية أو الى الزوال».

وتابع: «اليوم في لبنان مظلة حماية حقيقية تجسّدها معادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وحول الانتخابات الرئاسية قال: «تعالوا لنتناقش من دون شروط مسبقة، والمعادلات الإقليمية في المنطقة تدعو إلى التفاؤل».

وحول قضية حاكم مصرف لبنان قال: «إما أن يتنحى بنفسه أو أن يتحمل القضاء مسؤوليته لأن حكومة تصريف الأعمال لا تملك صلاحية عزله، وقضية اللاجئين السوريين يمكن حلها عبر قرار بإرسال وفد حكومي لبناني إلى سوريا وإجراء محادثات حول المسألة».