يتوحد العالم منذ عام تقريباً لمواجهة جائحة كورونا. هذا الفيروس لم يتوقف انتشاره وقتل أكثر من مليوني انسان واصاب أكثر من 96 مليون حول العالم.
رغم هذه المصيبة العالمية تنظر إلى لبنان الذي يقاتل ضد انتشار الفيروس ويستنزف جسمه الصحي والطبي والتمريضي يوماً بعد يوم، فتجد أن السياسة في لحظة واحدة قادرة حتى أن تدخل أدوية ومواضيع علمية في إطار تجاذباتها وصراعاتها.
دواء ايفرميكتين نموذج عن الاستعداد اللبناني لتسييس أي مسألة وادخالها بلعبة الصراعات والشعبوية والتوظيف وتسجيل النقاط.
هذا الدواء الذي يعتمد مع أدوية أخرى في شكل غير رسمي في لبنان وبلدان أخرى للمساعدة على منع تفشي الفيروس والتخلص منه، استقدمت القوات اللبنانية كمية منه وكذلك تيار المردة لتقديمها لمن يطلبها وفق وصفة طبية.
عند هذه النقطة مثلاً بدأت اتهامات وحملات سياسية مضادة.
النائب في تكتل لبنان القوي سليم خوري اتهم قوى سياسية بتخطي القطاع الصحي ومخالفة القوانين وبالتباهي بتوزيع الدواء على المصابين بالفيروس علماً أن الدواء غير مسجل في الوزارة والدراسات حول فاعليته غير مثبتة حتى الآن سائلاً عن من يتحمل الأذى الذي قد يطال المريض.
جمهور حزب الله على تويتر أطلق بدوره هاشتاغ دواء القوات خوات وتغريدات عن ان صناعة الموت مهنتكم وبدنا دوا للـ iq القواتي. تيار المردة وعلى الرغم من القيام بخطوة شبيهة الا أن ردة الفعل بالسياسة كانت أقوى في اتجاه القوات اللبنانية كما أن الخطوات من قبل التفتيش الصيدلي وصلت الى “مداهمة” مستوصف الأرز في الكورة حيث كان يوزع الدواء الذي أتت به القوات.
الأخيرة وعبر مصادرها ترد من خلال صحيفة السهم على الحملة والاتهامات لتسأل لماذا لم تداهم الوزارة المخازن التي توضب الأدوية المدعومة لتهريبها الى سوريا والعراق بدل مداهمة مستوصف يوزع دواء لحاملي وصفات طبية صادرة عن أطباء؟ وتسأل بدورها عن تسجيل الوزارة أدوية ايرانية في شكل مخالف للمعايير والخطوات والتجارب المطلوبة في اشارة الى دور حزب الله حليف ايران الأول في لبنان.
هكذا دخل توزيع الدواء في لعبة السياسة واتهامات الشعبوية والتباهي والتوظيف السياسي والشعبي. عند سؤال تيار المردة عن توزيعهم دواء غير مسجل في لبنان وغير معترف به دولياً كعلاج لفيروس كورونا تؤكد مصادرها أنها تعلم هذه المعطيات وأنها حصلت على كمية من هذا الدواء وقامت بتوزيعها بناء لوصفة طبية صادرة عن طبيب وبعد اعتماد أطباء هذا الدواء وقيام تجار باستغلال المواطنين في السوق السوداء لبيعهم حبة الدواء بسعر مرتفع .
القوات اللبنانية تؤكد مصادرها ايضاً ان هذا الدواء يستخدم في بلدان عدة وفي لبنان بدأت مستشفيات وأطباء باعتماده في اطار مواجهة فيروس كورونا وما فعلته القوات أنها امنت كمية من هذا الدواء لتوزيعها للمواطن الذي يحمل وصفة طبية صادرة عن طبيب وبالتالي الموضوع ليس عند القوات انما عند مستشفيات وأطباء يصفون دواء غير مسجل في لبنان وليس موجودا في الصيدليات كباقي الادوية.
. الدواء قريباً في لبنان بسعر رخيص!
يؤكد نقيب الأطباء شرف بو شرف لصحيفة السهم أن الدواء الذي يستخدم لعلاج الطفيليات والجرب والدود غير معتمد أو معترف به رسمياً في اي دولة في العالم كدواء مخصص لعلاج فيروس كورونا.
ويلفت الى أن دراسة في ليفربول أجريت تشير الى أن الدواء جرب في بلدان بنغلادش ومصر والعراق والجزائر وهو يستخدم مع غير أدوية في بلدن عدة لكن لم تصل المراحل الى معرفة فعاليته كدواء خاص للعلاج وليس كدواء يعطى مع باقي الأدوية وبالتالي هو لم يخضع الى تجارب نهائية.
الدواء غير مسجل بالوزارة في لبنان لكنه يوصف مع أدوية أخرى من قبل أطباء يؤكد نقيب الأطباء خصوصاً مع بداية الفيروس اذ خفف في حالات، العوارض وساعد على التعافي أسرع.
لكن اعتماد هذا الدواء من قبل مستشفيات وأطباء من دون توفره في الصيدليات في شكل كبير جعل تجار السوق السوداء يبيعون الحبة أحياناً بمئة ألف وفي البداية كانت الأربع حبات بمئة وخمسين ألف ليرة لبنانية وهو سعر أكبر بكثير من ثمنه الحقيقي الذي يباع به في أفريقيا مثلاً . وللتأكيد على جشع التجار ومافيات السوق السوداء واستغلال المواطنين فقد علمت صحيفة السهم أن شركة فينيسيا لتوزيع واستيراد الأدوية المنضوية في النقابة ستستورد دواء الايفرمكتين بسعر 8000 ليرة لبنانية قبل نهاية الشهر وهو ما سيجعله طبعاً متوفراً في الصيدليات بسعر طبيعي بدل أن يخضع لجشع السوق السوداء.
اذا بعيداً عن تجاذبات السياسة وصراعاتها فان هذا الدواء حتى الآن لا يمكن تصنيفه كدواء لعلاج كورونا لكنه معتمد من قبل أطباء مع أدوية أخرى لمواجهة الفيروس أقله في مراحله الأولى كما ان توفيره للسوق اللبنانية ولو باذن خاص من الوزارة ومن دون تسجيله سيخفف على اللبناني الذي عليه أن لا يلجأ الى تخزينه وطبعا أن لا يستخدمه الا في حالات الوصفة الطبية الصادرة فقط عن طبيب.