لم تمر الانتخابات الأميركية على حُبٍّ ورضى ومع ذلك خرج دونالد ترامب من البيت الأبيض ليدخله جو بايدن رئيساً، لكن يبدو أن الحديث حول تلك الانتخابات لن ينتهي قريباً حيث أفيدَ بأن حملة بايدن حصلت على تبرعات وصفت بالقياسية قدّمها مجهولون إلى مجموعات خارجية داعمة له، والمبلغ الذي يتم التداول به هو 145 مليون دولار مما يُعرف بـالتبرعات المالية المظلمة، وهي جزءٌ من 1.5 مليار دولار جمعها بايدن في حملته وهو رقم قياسي لمرشح ينافس رئيساً أميركياً.
وفي المقابل، نالَ دونالد ترامب 28.4 مليون دولار من تلك النوع من التبرعات غير واضحة المعالم، وسبق لحزب بايدن الديمقراطي أن أعرب عن رغبته في حظر هذا النوع من التبرعات، باعتبارها فاسدة بشكل فريد، إذ تتيح لمؤيدين دعم مرشح من دون تدقيق.
ويُفترض، نظرياً، أن تحدّ قوانين تمويل الحملات الانتخابية من تأثير أموال ضخمة يقدّمها متبرعون بارزون في السياسة، لكن ثمة ثغرات كبرى في النظام استغلتها جماعات تدعم بايدن ومرشحين آخرين حيث قال لاري نوبل، مستشار عام سابق في لجنة الانتخابات الفيدرالية، في إشارة إلى بايدن: استفاد منها.
يذكر أن الأموال مجهولة المصدر ليست أبرز مصدر نقدي للحملات الانتخابية، فالأثرياء يمكنهم تقديم مبالغ تتجاوز 10 ملايين دولار إلى لجان العمل السياسي الكبرى، لكن التكتم عن المتبرعين يُقلق جماعات إصلاحية، إذ إن مانحين بارزين، من أفراد وشركات، قدّموا أموالاً من دون كشف هويتهم، سيحظون بإمكانية الوصول إلى صانعي القرار، مثل الذين كُشفت أسماؤهم، ولكن من دون أن يدرك الرأي العام مَن هم أو التأثير الذي قد يمارسونه.