مصادر السهم: فرنسا على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وبينهم حزب الله!

لبنان بين ماكرون وبايدن.. دعم أميركي للمبادرة الفرنسية المتعلقة بلبنان

منى صليبا
. منى صليبا

تنفست فرنسا الصّعداء بعد دخول جو بايدن البيت الأبيض بعد اصطدامها بصعوبات كثيرة واجهتها خلال ادارة ترامب تحديداً في ملفات كانت تطمح بانجاز خروقات ونتائج ايجابية فيها مثل الملف اللبناني.

فالسياسة التي مارستها ادارة ترامب لم تكن منتجة برأي الفرنسيين الذين يعولون على الولايات المتحدة ويدعونها اليوم إلى التعاطي بواقعية مع الوضع اللبناني والتعاطي مع ما هو ممكن وما هو غير ممكن في لبنان.

مصدر في الرئاسة الفرنسية كشف الثلثاء ان الملف اللبناني كان حاضراً بشكل أساسي خلال الاتصال الهاتفي الاول بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الاميركي جو بايدن، وأكد المصدر الرئاسي الفرنسي أن هناك توافقاً اميركياً وفرنسياً على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان وسريعاً، ولكن بحسب المصدر الذي تحدث الى الاعلاميين، هناك تطابق في الموقفين الاميركي والفرنسي حول ضرورة الدفاع عن الاولويات في ما يخص لبنان وهذا يعني أن تقوم في لبنان حكومة مهمة تحظى بثقة الاسرة الدولية وتقدم ضمانات وتقوم بالاصلاحات المطلوبة من أجل الحصول على المساعدات العاجلة التي يحتاج اليها اللبنانيون على الصعد كافة خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها هذا البلد.

المصدر كشف عن تباينات بين فرنسا واميركا ولكن يمكن العمل عليها، ففرنسا مثلاً تبدي تحفظاً على ما تسمّيه سياسة الضغط الاقصى التي كانت الولايات المتحدة تمارسها في عهد ترامب على ايران وحلفائها. وفي هذا السياق لم يتوقع المصدر الرئاسي الفرنسي اي تغيير في موقف الولايات المتحدة من حزب الله لكنه قال ان الفرنسيين ينتظرون التعاطي الاميركي بواقعية بما هو ممكن في هذا الاطار.

وقد قرأت فرنسا بمنتهى الايجابية تصريح وزير الخاريجة الاميركي الجديد انطوني بلينكن عندما قال مؤخراً ان بلاده تدعم المبادرة الفرنسية المتعلقة بلبنان وان الاميركيين سيعطون الفرنسيين هامشاً بما يتعلق بلبنان.

الرئاسة الفرنسية لا تتوقع تغييراً في الموقف الاميريكي تجاه حزب الله في هذه المرحلة، ولكن ظروف المنطقة قد تفرض رؤية اكثر واقعية من الاميركيين بسبب الاوضاع الصعبة في لبنان، وكأن بذلك يريد الفرنسي ان يقول للاميركي بضرورة تخفيف الحصار المفروض على لبنان بسبب حزب الله لان الامور تكاد تخرج عن السيطرة.

المصادر الخاصة بالسهم ورداً على سؤال عما اذا كانت فرنسا ستظل متمسكة بفكرة ان حزب الله جزء من العملية السياسية اللبنانية رغم كل ما قام به الحزب وما تسبب به، تقول المصادر أن فرنسا ولكي
تحافظ على دورها كوسيط يجب عليها ان تكون على مسافة واحدة من كل الاطراف اللبنانية وهي تتعاطى مع حزب الله من هذا المنطلق، ولكنها لا تتردد في انتقاده عند الحاجة وتوجيه اصابع الاتهام اليه كما حصل عند تحميله وحلفاؤه مسؤولية عرقلة الحل السياسي في لبنان في المرحلة الماضية.

ولكن فرنسا ولكي تنجح مبادرتها التي ستعيد احياءها واليوم اكثر من ذي قبل بعد الجرعة المعنوية التي تلقتها من رئاسة الولايات المتحدة الاميركية، ستعتمد مرة جديدة سياسة المسافة الواحدة من كل الاطراف في لبنان وستتعامل بواقعية لانجاح مبادرتها، وتأمل المصادر الرئاسية ان يصبح النظام السياسي في لبنان اكثر فعالية وذلك بعيدا عن التجاذبات وتأثير الازمة السورية والنفوذ الايراني .