تشكيلة الحريري سقطت.. فرنسا تتمسّك بدورها ومصر تدخل على خط المفاوضات!

مصادر سياسية رفيعة تؤكّد للسهم الحاجة إلى مقاربة جديدة في مسار الحكومة

.

تتمسك فرنسا بدورها في لبنان ولكنها لم تعد تتمسك ببنود المبادرة التي أطلقتها عبر رئيسها خلال زيارته بيروت في آب ٢٠٢٠ كما هي. المعطيات الجديدة تشير إلى أن فرنسا وأمام الأفق المسدود والعراقيل والإشكاليات التي اعترضت تشكيل الحكومة كما كانت تريدها، ستتخلى عن بعض المواصفات التي وضعتها.

مصادر مطلعة تتحدث للسهم عن أن الصيغة التي سبق وتقدمت لم تعد صالحة ويجب تغييرها بالشكل والمضمون وبالنوعية خاصة بعد التطورات السلبية وبعد التدهور بالعلاقة الشخصية بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، ويبدو أن فرنسا لم تعد قادرة على إجبار اللبنانيين على السير بما كانت تحلم. وحكومة الانقاذ التي كانت تريدها من مستقلين وإختصاصيين لن تبصر النور.

فبحسب معطيات حديثة، تشكيلة الحريري سقطت، وأي حكومة مقبلة لن تكون مصغرة (كما يريدها الحريري ومن خلفه الفرنسي)، ولن تكون مكونة من مستقلين وتكنوقراط، بل ستكون مطعمة بسياسيين، كما أن جميع الحقائب السيادية لن تشملها المداورة، ويبدو أن الفرنسيين من الرئيس ماكرون إلى خلية الازمة الخاصة بلبنان في الايليزيه قد باتوا على بيِّنة من هذه المعطيات وأبداوا نوعاً من موافقة غير مباشرة شريطة أن تُشكل حكومة. وبهذا، تكون المبادرة الفرنسية ببند الحكومة قد أُصيبت بانتكاسة كبيرة قاتلة هذه المرة.
وبالتوازي مع المعطيات التي تتكشف عن الجانب الفرنسي، مصادر سياسية رفيعة تؤكد للسهم أننا بحاجة إلى مقاربة جديدة لخلق ديناميكية جديدة في مسار الحكومة.

وتكشف هذه المصادر عن مسعى قام به البطريرك الماروني في وقت كانت الاتهامات في أوجها. وقد علمنا أن مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق غطاس خوري زار الصرح البطريركي والتقى البطريرك الراعي منذ ايام قليلة في زيارة ليست الأولى خلال الاسبوعين الاخيرين، كما أن موفداً من قبل البطريرك زار بيت الوسط لاستكمال وإنضاج مسعى الراعي.

وتكشف المصادر أن الرئيس المكلف سعد الحريري كان حسم أمره لزيارة بعبدا لإعادة تفعيل تشكيل الحكومة (تنفيذاً لمسعى البطريرك) واعتبار الفيديو المسرب والذي يتهمه فيه عون بالكذب،وراءَه، إلا أن حديث رئيس الجمهورية لصحيفة الاخبار أطاح باندفاعة الحريري وعطل اي مبادرة.

إزاء التطورات الدراماتيكية تكشف المصادر دخول أطراف خارجية عربية ودولية على خط الازمة اللبنانية منذ خمسة أيام بحيث نشطت الاتصالات وتعددت اللقاءات منها المعلن ومنها غير المعلن. ومن الدول التي دخلت على الخط دولة مصر التي يقوم سفيرها بعدة لقاءات مع مرجعيات من مختلف الطوائف والاتجاهات قبل أن تبادر باتجاه دول عربية أخرى لحل أزمة لبنان. وتوقعت المصادر أن تبرز معطيات أكثر في الأسبوعين المقبلين بعد مساع ستقوم بها الاطراف المعنية.

وتضيف: أن حركة اتصالات عربية وغربية تحصل وتمر بغالبيتها ببكركي التي تضغظ بكل الاتجاهات، التي وإن لم تثمر الجهود سيكون لها تحرك أوسع بمعنى أن البطريرك قد يتوجه نحو اطراف في الخارج اكثر فعالية.