(فايننشال تايمز)- ترجمة محرر السهم
تطوران كبيران حدثا في العالم خلال الأسابيع الماضية، الأول كان وصول لقاحات فعالة، والآخر هو ظهور متغيرات فيروسية تهدد بإلحاق الهزيمة بهم.
سباق عالمي يجري الآن بين الاثنين.. والذي يأتي في المقدمة سيحدد متى يمكن بالفعل ترويض الفيروس، ولن يتم الفوز بالسباق بشكل صحيح ما لم يتم هزيمة الفيروس في جميع أنحاء العالم.
جاء هذا الأسبوع بأخبار جيدة وسيئة، والخبر الجيد هو تجاوز عدد لقاحات كوفيد التي تم إجراؤها عالميًا إجمالي الحالات المؤكدة من الإصابات حتى الآن.
لكن في جنوب إفريقيا، أشارت النتائج المعملية الأولية إلى أن هناك نوعًا جديدًا يمكن أن يصيب بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بالفيروس الأصلي أو تم تطعيمهم.
وفي البرازيل، تُظهر سلالة جديدة قدرتها على التهرب من المناعة المكتسبة من اللقاحات.
وقال علماء بريطانيون إن السلالة الأكثر عدوى التي تجتاح المملكة المتحدة الآن تطور المزيد من الطفرات التي من شأنها أن تهدد فعالية اللقاحات الحالية، وهذا يجعل مواكبة تدابير مكافحة العدوى أمرًا حيويًا، حتى مع تسارع التطعيمات.
ومع ذلك، فإن ظهور طفرات أكثر خطورة يعزز بقوة الرسالة التي مفادها أن حملات التطعيمات يجب أن تتقدم في وقت واحد في جميع البلدان.
حجة أخلاقية
هناك بالفعل حجة أخلاقية قوية تؤكد ضرورة عدم السماح للوباء بالاستمرار لفترة أطول في البلدان النامية مقارنة بالعالم الغني، حيث أنها تصب أيضا في مصلحة البلدان الغنية.
وكلما بقيت العدوى أكثر انتشارًا على مستوى العالم، سنشهد المزيد من الطفرات، وسط المخاوف من مخاطر ولادة سلالات مقاومة في الدول الفقيرة تجبر الاقتصادات الأكثر ثراءً على الانغلاق والبدء في حملات التطعيم من جديد.
وهنا يجب التركيز في زيادة دعم البلدان المتقدمة لـ «كوفاكس»، وهي المبادرة التي تهدف إلى تقديم ملياري جرعة دون تكلفة للبلدان الأفقر في عام 2021.
وقد عزز الرئيس جو بايدن دعمه لمبادرة «كوفاكس»، من التعهد بفتح تمويل أميركي بقيمة 4 مليارات دولار، في حين أن الصين التي انضمت للمبادرة في أكتوبر لم تتعهد بعد بأي تمويلات.
كما يجب أن تنضم روسيا، إلى المبادرات الدولية بعد أن تم التأكيد على أن لقاح سبوتنيك الذي طورته أظهر فعالية بنسبة 91.6 % في التجارب السريرية.
وبافتراض الوفاء بالتمويل الأميركي المعلن، لا تزال مبادرة «كوفاكس» بحاجة إلى ملياري دولار إضافية لعام 2021.
واشترت البلدان ذات الدخل المرتفع الآن 4.2 مليار جرعة لقاح، وهو ما يقرب من ضعف المجموع الكلي للبلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وفقًا لمركز ديوك العالمي للابتكار الصحي.
فوائض اللقاحات
هناك العديد من الرهانات التحوطية من جانب بعض البلدان عن طريق طلب جرعات كافية لتطعيم سكانها عدة مرات في حالة فشل بعض اللقاحات المرشحة، في حين يجب أن تتعهد تلك الدول بالتبرع بالفائض فوق احتياجاتهم للدول الأقل ثراءً.
إذا لم يكن بالإمكان تقسيم كعكة اللقاحات بشكل عادل، فيجب تكبيرها، كما ينبغي على شركات الأدوية مضاعفة التعاون الدولي لزيادة الإمدادات.
وهناك حاجة إلى مزيد من الشراكات بين شركات الأدوية العملاقة والشركات المصنعة القادرة على الوصول إلى الدول النامية، مثل الشراكة بين أسترازينكا وأكسفورد، مع معهد Serum الهندي.
يجب على حكومات العالم الغني التي ساعدت في تمويل تطوير اللقاحات الأولى أن تفعل الشيء نفسه للجيل القادم من اللقاحات، حيث أصبحت عبارة «نحن جميعًا في هذا الأمر» كليشيهات غير مجدية.
إذا كانت اللقاحات تريد تجاوز الطفرات، فيجب أن تصل إلى جميع دول العالم.