سايمون كير (فايننشيل تايمز)
في خطوة تهدف إلى مساعدة المطاعم للبقاء في ظل الظروف الراهنة، قررت اثنتان من أكبر شركات خدمات التوصيل في الشرق الأوسط، خفض تكاليف العمولات التي تنتقدها المطاعم المتعثرة في سوق المنطقة البالغ حجمها 3 مليارات دولار.
وأعلن تطبيق كريم الذي استحوذت عليه شركة اوبر عام 2019 مقابل 3.1 مليار دولار، إنه سوف يستبدل العمولة على أساس النسبة المئوية برسوم شهرية ثابتة جديدة ستطبق على خدمات نقل الركاب وتوصيل الطعام والتسوق وتأجير الدراجات.
وأبلغت شركة «نون»، وهي مشروع مشترك للتجارة الإلكترونية بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي السيادي والمستثمرين الإماراتيين، الشركاء الأسبوع الماضي أن تطبيق Noon Food سيخفض العمولات التي تفرضها خدماتها في تطبيقيْ Deliveroo و Talabat.
وتشتكي المطاعم في المنطقة من العمولات التي تصل إلى 35 في المائة التي تفرضها منصات التوصيل، حتى مع نمو سوق توصيل الطعام في الشرق الأوسط بنسبة تصل إلى 15 في المائة سنويًا.
أدت عمليات الإغلاق الإقليمية الصارمة لمكافحة فيروس كورونا إلى تدمير قطاعات واسعة من صناعات الضيافة والترفيه، مما تسبب في عمليات إغلاق وتسريح للعمالة على نطاق واسع.
يقول مدثر شيخة، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “كريم” لصحيفة فايننشيل تايمز، ان “هيكلية هذه الصناعة غير مستدامة. إذا لم تكن المطاعم راضية عن شركات التوصيل، فان صناعة المواد الغذائية سوف تعاني. وعلينا دور يجب أن نلعبه من أجل جعل هذه الصناعة مستدامة.»
مصدر ارتياح
وقالت شركة «كريم» إن نموذجها الجديد القائم على رسوم الاشتراك، والذي يتم طرحه في الإمارات والسعودية، سيعيد ما لا يقل عن 5 في المائة من القيمة على الطلبات الصغيرة التي ترتفع إلى نسبة أكثر من 17 في المائة مقارنة بالطلبات الكبيرة، مما يمنح التجار “حصة أكبر بكثير من الكعكة”.
ويؤكد عبد القادر سعدي من شركة Glee Hospitality للاستشارات وإدارة المطاعم: “لقد تطلب الأمر حدثًا جذريًا مثل انتشار فيروس كورونا لتوعية الناس بما كان يحدث بالفعل للمشغلين. وهذا مصدر ارتياح كبير.”
وأكد شيخة إن خدمة التوصيل قد نمت أربعة أضعاف منذ انتشار الوباء، وهو يمثل ما يقرب من ثلث تطبيقات “كريم”، التي توسعت لتشمل خدمات النقل والبقالة والمدفوعات وتأجير الدراجات.
ل
قد تعافت خدمات توصيل الركاب التي تضررت بشدة من القيود المفروضة في إطار اجراءات مكافحة كورونا، بمعدل نمو يبلغ عشرة أضعاف من الحضيض الذي وصلت اليه في مايو الماضي، لكن هناك توقعات أن تعود إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية هذا العام.
ومن المنتظر أن تفتح الشركة منصتها الى مزودي خدمات آخرين، بدءاً بالخدمات المنزلية خلال أسابيع.